قصيدة أين ثاراتُ العرب ( للشاعر مصطفى سباق)

قصيدة أين ثاراتُ العرب

مازالَ يصْرُخُ فى مآقينا الغَضَبْ
والقهْرُ يَسْلِبُ مِنْ حَنَاجِرِنَا الصَّخَبْ
فمَدِينتى الصُّغْرى الغَرِيْرَةُ أظْلمَتْ
ورأيتُ أحْياءَ المدينةِ تُغْتصَبْ
مِنْ بَعدِ أنوارٍ نَتُوقُ لِعَوْدِهَا
فِى سالفِ التاريخِ كانتْ للعَرَبْ
فالذلُّ يسعى الآنَ مُنْتشِيَاًبَدَافِيْنَا
وَيُسْرِجُ خَيْلَهُ نحو الشُّهُبْ
ويصولُ صَولَة فائزٍ كَمْ سَرَّهُ
ذَبْحُ الكرامةِ والأصالةِ والحَسَبْ
والقومُ قدْ سمعوا ولكنْ حَسْبُهُمْ
قولُ العداةِ هُمُ الحضارةُ والنَّسَبْ
ضَحِكُوا علينا أُمَّتِى فلْتَسْمَعِى
هذى الحضارةُ نورُ برقٍ قدْ غربْ
كلُّ الدُّنَاإشْراقُ علمٍ زَاْنَهَا
أمَّا العُروبَة لِلْجَهَالَةِ تَقترِبْ
والْحَقُّ فِيْهَا كالحيارَى شأنُه
شأنُ الجريحِ رأى الطبيبَ بِهِ عَطَبْ
ياحقُّ لا تدْهَشْ فطبُكَ عِنْدَنَا
لكِنَّنَا لانستطيعُ لهُ طلبْ
نحنُ الألى فاقوا الجميعَ فصاحة
فمقالُنا فِى الحَقِّ آلافُ الخُطَبْ
أمَّا السيوفُ سيوفُ عِزَّتِنَا غَدَتْ
بِيَدِ الرجال هنا سيوفاً مِنْ خَشَبْ
فالأرضُ تهتفُ فِى البواسلِ ترْتجِى
سيلَ الفيالقِ مثلَ أمطارِ السُّحُبْ
هذاالعراقُ يئنُّ فِى حَسَرَاتِهِ
والقدسُ أضْحى للتَّخاذُلِ يَنْتحِبْ
والمسجدُ الأقصى الأسيرُ لربهِ
رفعَ الأيادىْ فاقداً فينا الأرَبْ
لاتهتفىْ ياأرضَنَا وتجلَّدِى
هيهاتَ أنْ تجِدِى المجيبَ المُرْتقبْ
أولادُكِ النُّجُبُ الكرامُ تَبدَّلوا
صاروا دُمى رهنَ الغوانى والطَّرَبْ
باعوا القضية أبخسوا أثمانها
فالكلُّ قدْ قبَضَ الدَّرَاهِمَ وانْسَحَبْ